والد أودري، هو جوزيف فيكتور أنتوني روستون (21 نوفمبر 1889 - 16 أكتوبر 1980)، كان من الرعايا البريطانيين ولد في أوشيتز، بوهيميا، النمسا-المجر. كان ابن فيكتور جون جورج روستون، من أصول بريطانية ونمساوية، و"آنا ويلس"، من أصل نمساوي ولدت في كوفارس.
كانت والدة هيبورن، البارونة إيلا فان هيمسترا (1900-1984)هي سيدة من طبقة أرستقراطية وهي ابنة البارون الهولندي أرنود فان هيمسترا والذي شغل منصب رئيس بلدية آرنم في الفترة من 1910 وحتى 1920، وكان حاكمًا لمستعمرة سورينام الهولندية في الفترة منذ 1921 وحتى عام 1928.
وكانت والدة إيلا هي السيدة إلبيرج ويلماين هنرييت، البارونة فان (1873-1939).
وعند بلغوها التاسعة عشرمن عمرها، تزوجت إيلا من السيد المبجل هندريك جوستاف أدولف كارلوس فان أفورد، الذي كان يعمل وقتها كمسئول تنفيذي للنفط بباتافيا بجزر الهند الشرقية، حيث عاشا الزوجان معًا بعد الزواج.
في 1923-1924، قد عٌين جوزيف قنصلا بريطانيًا في سيمارانج في جزر الهند الشرقية الهولندية، وقبل زواجه من والدة هيبورن، كان متزوجًا من كورنيليا بيسكوب، وريثة هولندية.
إيلا وهندريك، وقد أنجبا طفلين هما السيد المبجل أرنود روبرت ألكسندر كارلوس فان أفورد (1920-1979)، والسيد المبجل إيان إيدجار بروس كارلوس فان أفورد (1924-2010)، وذلك قبل طلاقهما في عام 1925.
تزوج والدا هيبورن في باتافيا، جزر الهند الشرقية الهولندية، في سبتمبر 1926.
في ذلك الوقت، كان روستون يعمل في شركة تجارية، ولكن بعد فترة وجيزة من الزواج، انتقل الزوجان إلى أوروبا، حيث بدأ العمل في شركة قروض؛ يقال إن تجار القصدير ماكلين وواتسون وكامبني في لندن ثم بروكسل.
بعد عام في لندن، انتقل الزوجان إلى بروكسل وذلك بسبب تعيين روستون لفتح مكتب فرعي للشركة.
وُلدت أودري هيبورن كاثلين فان هيمسترا روستون في الرابع من مايو عام 1929، في المنزل رقم 48 بشارع كينفيلد بمدينة إيكسل الواقعة ببلدة بروكسل ببلجيكا.كانت معروفة لعائلتها باسم أدريانا.
بعد ثلاث سنوات من السفر بين بروكسل وأرنهيم ولاهاي ولندن، استقرت العائلة في بلدية لينكبيك في إحدى ضواحي بروكسل في عام 1932.
كانت طفولة هيبورن المبكرة محمية ومتميزة.
نتيجة لخلفيتها متعددة الجنسيات وسفرها مع عائلتها بسبب وظيفة والدها، تعلمت ست لغات: الهولندية والإنجليزية من والديها، وبعد ذلك بدرجات متفاوتة من الفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية.
في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، قام والدا هيبورن بتجنيد وجمع التبرعات للاتحاد البريطاني للفاشيين.
ترك جوزيف العائلة فجأة في عام 1935 بعد "مشهد" في بروكسل عندما كانت أدريانتجي (كما كانت تُعرف في العائلة) في السادسة من عمرها؛ فيما بعد تحدثت كثيرًا عن تأثير "الترك" على الطفل لأن "الأطفال يحتاجون إلى أبوين".
انتقل جوزيف إلى لندن، حيث انخرط بشكل أعمق في النشاط الفاشي ولم يقم أبدًا بزيارة ابنته في الخارج.
أعلنت هيبورن في وقت لاحق أن رحيل والدها كان "أكثر حدث مؤلم في حياتها".
في نفس العام، انتقلت إيلا مع هيبورن إلى منزل عائلتها في أرنهيم؛ تم إرسال أخويها غير الأشقاء أليكس وإيان (15 و 11) إلى لاهاي للعيش مع أقاربهم.
أراد جوزيف أن تتعلم في إنجلترا، لذلك في عام 1937، أُرسلت هيبورن للعيش في كينت، إنجلترا، حيث تلقت، المعروفة باسم أودري رستون أو "ليتل أودري"، تعليمها في مدرسة مستقلة صغيرة بمدينة "إلهام".
بعد أن أعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا في سبتمبر 1939، أعادت والدة هيبورن ابنتها إلى آرنم أملا في أن تبقى هولندا آمنة من الهجمات الألمانية مثلما حدث في الحرب العالمية الأولى.
التحقت أودري هيبورن بمعهد آرنم للموسيقى في الفترة منذ 1939 وحتى 1945. وقد حصلت أودري على دروس في الباليه أثناء تواجدها بالمدرسة الداخلية بمدينة إلهام، وحرصت على مواصلة التدريب في آرنم تحت إشراف وينجا ماروفا وأصبحت تلميذتها النجيبة.
وبعد غزو ألمانيا لهولندا عام 1940، اتخذت هيبورن من "ايدا فان هيمسترا" اسمًا مستعارًا لها؛ وذلك لما يشكله اسمها الإنجليزي من خطورة عليها أثناء الاحتلال الألماني.
وقد تأثرت عائلة هيبورن بشدة من قِبل الاحتلال، فقد سردت هيبورن ذات مرة "لقد أدركنا أنه سيتم احتلالنا لمدة خمس سنوات، ولربما كدنا أن نطلق النيران على أنفسنا، ولكننا اعتقدنا أن كل ذلك سينتهي الإسبوع القادم... بل بعد ستة أشهر... ربما العام القادم... فهكذا هوّنا على أنفسنا".
في عام 1942، تم إعدام عمها أوتو فان ليمبورغ ستيرم (زوج ميسجي الأخت الكبرى لوالدتها) وذلك انتقاما لارتكابه عمل تخريبي تابع لحركة المقاومة، ولكنه في الحقيقة لم يشارك في العمل بل تم استهدافه لبروزعائلته في المجتمع الهولندي.
وقد تم ترحيل إيان شقيق هيبورن من والدها للعمل في معسكر العمل الألماني، بينما اختبأ شقيقها الآخر أليكس لتجنب مصير أخيه.
بعد وفاة عمها، غادرت هيبورن وإيلا وميسيه أرنهيم للعيش مع جدها، البارون أرنود فان هيمسترا، في فيلب القريبة.
في ذلك الوقت تقريبًا، أدت هيبورن عروض رقص صامت لجمع الأموال لجهود المقاومة الهولندية.
كان يعتقد منذ فترة طويلة أنها شاركت في المقاومة الهولندية نفسها.
إزدادت الظروف المعيشية سوءًا وتم تدمير آرنم لاحقا خلال عملية ماركت جاردن العسكرية. وخلال المجاعة الهولندية التي أعقبت شتاء عام 1944، أغلق الألمانيون طرق الإمدادات الضئيلة عن الشعب الهولندي انتقامًا من إضرابات السكك الحديدية التي قام بها الهولنديون لعرقلة الاحتلال الألماني.
وقد لجأت هيبورن والعديد من الأناس لاستخراج الدقيق من نبات التوليب لاستخدامه في خبزالكعك والبسكويت، وقد أصيبت هيبورن بفقر الدم (أنيميا) ومشاكل في الجهاز التنفسي واستسقاء (طب) (أوديما) نتيجة سوء التغذية.
وقد تأثرالمستوى المادي لعائلة فان هيمسترا بصورة بالغة جدًا جرّاء الاحتلال؛ فقد تم تدمير العقار الرئيسي لهم في مدينة آرنم.
بعد انتهاء الحرب في عام 1945، انتقلت هيبورن مع والدتها وإخوتها إلى أمستردام، حيث بدأت تدريب الباليه تحت إشراف سونيا جاسكل، وهي شخصية بارزة في الباليه الهولندي، والمعلمة الروسية أولغا تاراسوفا.
وبسبب فقدان العائلة لثروتها خلال الحرب، قررت إيلا العمل كطباخة ومديرة منزل لدى عائلة ثرية لمساعدة عائلتها
قامت أودري هيبورن أول أدوارها السينمائية في عام 1948، حيث لعبت دور مضيفة جوية هولندية وكان بعنوان "الهولندية في سبعة دروس" ذلك الفيلم التعليمي والمُنتج بواسطة تشارلز فان دير ليندن، وهنري جوزيفسون.
انتقلت هيبورن إلى لندن بعد قبولها منحة باليه مع فرقة باليه رامبرت، التي كان مقرها آنذاك في نوتنج هيل.
وأثناء امتهان إيلا بوظائف متدنية لمساعدة عائلتها، ظهرت هيبورن كفتاة كورس بمسارح إند وست الموسيقية وذلك بالعمل المسرحي الساخر زر الحذاء العالي (1948) بميدان سباق الخيل بلندن وصوص سيسيل والتتار (1949)، والصوص اللاذع عام 1950 بمسرح كامبردج.
وخلال عملها المسرحي، أخذت دروس خطابة مع الممثل فيليكس إيلمر لتطوير صوته.
وبعد أن رُصدت من قبل مدير اختيار الممثلين أثناء عملها في العمل المسرحي "صلصة بيكوانتي" تم تسجيل هيبورن كممثلة لحساب مؤسسة أسوشيتيد بريتيش بيكتشر
قد ظهرت هيبورن في أدوار ثانوية في أفلام عام 1951 أمثال الشوفان البري، والضحك في الجنة، وزوجات شابة وذلك قبل أن تلعب أول دور كبير لها في ثورولد ديكنسون سر الشعب الذي عُرض في عام 1952.
ثم عُرض على هيبورن دورًا صغيرًا في فيلم تم تصويره باللغتين الإنجليزية والفرنسية، "مونت كارلو بيبي"، والذي تم تصويره في مونت كارلو.
بالصدفة، كانت الروائية الفرنسية كوليت متواجدة في فندق باريس بمونتي كارلو أثناء التصوير وقررت أن تؤدي هيبورن دورالبطولة في المسرحية البرودوية "جيجي".
انطلقت هيبورن إلى البروفات ولكونها لم تخوض تجارب التمثيل كثيرا فقد احتاجت إلى تدريب خاص. وعندما عُرضت المسرحية على مسرح فولتون في الرابع والعشرين من نوفمبر، تلقت هيبورن الكثير من عبارات المدح والثناء على دورها على الرغم من الانتقادات التي انتقدت تحويل عمل روائي إلى عمل مسرحي فهو أمر دخيل على الأعمال الفرنسية.
وقد أطلقت عليها مجلة لايف لقب الناجحة، بينما نشرت نيويورك تايمز أن طبيعتها ناجحة للغاية ومن الطبيعي أن يبقى نجاحها حديث الساعة. ذلك بالإضافة إلى حصولها على جائزة المسرح العالمي عن هذا الدور. وقد استمرت المسرحية في العرض حيث تم عرضها 219 مرة إلى أن أغلقت في الحادي والثلاثين من مايو عام 1952،
القت أول دور كبير لها في ثورولد ديكنسون سر الشعب الذي عُرض في عام 1952 حيث كانت تلعب دور راقصة باليه إعجازية وقامت بتأدية كل الرقصات بنفسها.
ذهبت أودري في جولة بدأت في 13 أكتوبر 1952 في بيتسبرغ وزارت كليفلاند وشيكاغو وديترويت وواشنطن العاصمة ولوس أنجلوس، قبل أن تغلق في 16 مايو 1953 في سان فرانسيسكو.
في عام 1952، خطبت هيبورن من رجل الصناعة جيمس هانسون، الذي كانت تعرفه منذ أيامها الأولى في لندن.
أطلقت عليه اسم "الحب من النظرة الأولى"، ولكن بعد تجهيز فستان زفافها وتحديد الموعد، قررت أن الزواج لن ينجح لأن متطلبات حياتهما المهنية ستبقيهما منفصلين في معظم الأوقات.
وأصدرت بيانا عاما بشأن قرارها قائلة "عندما أتزوج أريد حقا أن أتزوج".
لعبت هيبورن دورها الأول في بطولة رومان هوليداي (1953)، حيث لعبت دور الأميرة آن، وهي أميرة أوروبية تهرب من زمام العائلة المالكة وتقضي ليلة صاخبة مع صحفي أمريكي (جريجوري بيك).
أراد منتجو الفيلم في البداية أن تقوم إليزابيث تايلور بهذا الدور، لكن المخرج ويليام وايلر أعجب كثيرًا باختبار شاشة هيبورن لدرجة أنه اختارها بدلاً من ذلك.
ظهرت هيبورن في 7 سبتمبر 1953 على غلاف مجلة تايم، كما اشتهرت بأزيها الشخصي.
حقق "رومان هوليدي" نجاحًا في شباك التذاكر ، وحصلت هيبورن على إشادة من النقاد لتصويرها ، وحصلت بشكل غير متوقع على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة ، وجائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام لأفضل ممثلة بريطانية في دور قيادي ، وجائزة غولدن غلوب لأفضل ممثلة - فيلم سينمائي. دراما في عامي 1953 و 1954.
وقد شهد عام 1954 عودة هيبورن للمسرح مرة أخرى عندما جسدت دور جنـّية البحرالتي تقع في حب بشري و ذلك في المسرحية الخيالية البرودواية أوندين.
أثناء الإنتاج، بدأت هيبورن وشريكها النجم ميل فيرير علاقة وتزوجا في 25 سبتمبر 1954 في سويسرا.
وقد نالت جائزة الغولدن غلوب للفيلم العالمي في عام 1955 على الرغم من عدم مشاركتها في أية أفلام جديدة خلال ذلك العام.
في الخمسينيات من القرن الماضي، روت هيبورن برنامجين إذاعيين لليونيسف يعيدان سرد قصص الأطفال عن الحرب.
فأصبحت بذلك واحدة من نجوم الشباك الأكثرشعبية في هوليود، كما استمرت في التألق في سلسلة من الأفلام الناجحة خلال ما تبقى من العقد، بما في ذلك حصولها على جائزة بافتا والترشح للغولدن غلوب عن دور نتاشا روستوفا في فيلم الحرب والسلام عام 1956 المأخوذ من رواية تولستوي "الحرب والسلام" التي كـُتبت خلال حروب نابليون، وشاركها البطولة كل من هنري فوندا، وزوجها ميل فيرير.
استعرضت هيبورن قدراتها في الرقص في فيلمها الموسيقي الأول "وجوه مضحكة" (1957) والذي تدور قصته حول مصورالأزياء فريد أستيرالذي يكتشف مكتبة تعمل بها سيدة وجودية (هيبورن) والتي تم إغراءها برحلة مجانية لباريس لتصبح عارضة أزياء جميلة.
تألقت هيبورن في فيلم آخر مزج بين الرومانسية والكوميديا بعنوان "الحب وقت الظهيرة"(1957) بمشاركة غاري كوبر وموريس شيفالييه.
لعبت هيبورن دور الأخت لوك في قصة نون (1959)، والتي تركز على نضال الشخصية للنجاح كراهبة، جنبًا إلى جنب مع النجم المشارك بيتر فينش.
وبعد فيلم قصة الراهبة، تلقـّت هيبورن استقبال غيرحماسي للعمل مع النجم أنتوني بيركنز في المغامرة الرومانسية "القصور الخضراء" عام 1959، حيث جسّدت شخصية ريما فتاة الغابة التي تقع في حب ذلك المُسافرالفنزويلي.
أنتج الدور ترشيحًا ثالثًا لجائزة الأوسكار لهيبورن، وحصل على جائزة بافتا ثانية.
في فيلم "غيرمغفور" عام 1960، والذي يُعد فيلمها الغربي الوحيد حيث ظهرت في مواجهة برت لانكستر وليليان غيش ودار الفيلم حول قصة العنصرية ضد مجموعة من الهنود الحمر.
وقد وضعت ابنهما شون هيبورن فرير في السابع عشر من يوليو عام 1960.
واصلت هيبورن تألقها وخاضت تجربة جديدة جسّدت خلالها شخصية فتاة الليل هولي جولايتلي وذلك في رائعة بليك إدواردز "الإفطارعند تيفاني" عام 1961، وهو فيلم مُسمى على اسم رواية لترومان كابوتي.
في نفس العام ، لعبت هيبورن دور البطولة أيضًا في دراما ويليام ويلر "ساعة الطفل" (1961) ، حيث لعبت هي وشيرلي ماكلين دور مدرسين أصبحت حياتهما مضطربة بعد أن اتهمهما تلميذان بأنهما مثليات.
ظهرت هيبورن بعد ذلك أمام كاري جرانت في فيلم الإثارة الكوميدي "الأحجية" (1963، حيث لعبت دور أرملة شابة يلاحقها العديد من الرجال الذين يطاردون الثروة التي سرقها زوجها المقتول.
كان جرانت البالغ من العمر 59 عامًا، والذي انسحب سابقًا من أدوار البطولة الذكورية في رومان هوليداي وسابرينا، حساسًا بشأن فارق السن مع هيبورن البالغة من العمر 34 عامًا، وكان غير مرتاح بشأن التفاعل الرومانسي.
لإرضاء مخاوفه، وافق صانعو الفيلم على تغيير السيناريو بحيث تلاحقه شخصية هيبورن.
شاركت هيبورن النجم ويليام هولدن الذي شاركها بطولة فيلم سابرينا للمرة الثانية في فيلم "عندما تهمس باريس" عام 1964 وهو فيلم كوميدي تلعب فيه هيبورن دور المساعدة الشابة لكاتب السيناريو الهوليودي والذي يحاول معالجة حالة صعوبة الكتابة التي يمر بها عن طريق تمثيل مختلف القصص المحتملة.
وخاضت هيبورن ثاني أفلامها لعام 1964 للمؤلف جورج كوكور بعنوان "سيدتي الجميلة" المأخوذ من المسرحية الموسيقية التي تحمل العنوان ذاته، والذي عُرض لأول مرة في أكتوبر.
وبمرورالأعوام، شاركت هيبورن في مختلف ألوان الفن؛ فشاركت في الفيلم الكوميدي "كيف تسرق مليونا" عام 1966، حيث لعبت دورابنة جامع تحف فنية شهير التي تتألف جميعها من قطع مزورة.
وخوفا من اكتشاف والدها، فقد خططت لسرقة واحدة من تماثيله الثمينة بمساعدة رجل قام بآداء دوره النجم بيتر أوتول.
ظهرت هيبورن في فيلم"فيلم اثنين على الطريق" وهو فيلم بريطاني مبتكر يتتبع مسار الزواج المضطرب لإحدى الزوجين.
وصرّح المخرج ستانلي دونين أنه لم يسبق له رؤية هيبورن مرحة وسعيدة مثلما رآها أثناء تصوير الفيلم، وأرجع الفضل في ذلك إلى النجم ألبرت فيني.
ظهرت أودري أيضًا في فيلم" انتظر حتى يحل الظلام" ، وهو فيلم إثارة نفسي جسدت فيه هيبورن دورسيدة كفيفة إرهابية .كمُنت صعوبة الفيلم في تصويره بعد طلاقها مباشرة بالإضافة إلى أن منتج الفيلم كان زوجها ميل فرير. لقد فقدت خمسة عشر رطلاً تحت الضغط ، لكنها وجدت المساندة في النجم المشارك ريتشارد كرينا والمخرج تيرينس يونغ.
من القيل والقال والأخبار الصحفية التي لمّحت بأن زواجهما لن يستمر، نفت هيبورن انفصالهما وعبّرت عن سعادتهم سويًا على الرغم من اعترافها بالمزاج المتقلـّب لفرير.
وقد ترددت شائعات تفيد بسيطرة فرير الشديدة على هيبورن لدرجة وصفه بأنه "سي السيد " وهو ما أضحك هيبورن بشدة. وصرّح ويليام هولدن "أعتقد أن هيبورن سمحت لفرير بأن يشعر بتأثيره فيها" وبعد زواج دام لقرابة ال 14 عام، انفصل الزوجان في الخامس من ديسمبر لعام 1968.
التقت هيبورن بزوجها الثاني أندريا دوتي الطبيب النفسي الإيطالي على متن سفينة سياحية بالبحر الأبيض المتوسط برفقة أصدقاءهما عام 1968. واعتقدت هيبورن أنها ستنجب العديد من الأبناء وستتوقف عن العمل. وتزوجا في الثامن عشر من يناير لعام 1969.
ولدت ابنهما لوكا دوتي في الثامن من فبراير لعام 1970.
وبعد عام 1967، فضلّـّـت هيبورن أن تكرّس المزيد من وقتها لعائلتها ولم تقم إلا بالقليل من الأدوار من حين لآخر.
وقد حاولت العودة في عام 1976 عندما شاركت شون كونري بطولة فيلم روبين وماريان الذي حقق نجاحًا معتدلا.
تعاونت هيبورن مجددّا مع المخرج تيرينس يونغ لإنتاج فيلم "السُلالة" متقاسمين الفواتير مع بن جزارا، وجيمس ماسون، ورومي شنايدر.
كانت آخر أدوار هيبورن أمام بن جزارا، في الفيلم الكوميدي "ضحك الجميع" عام 1981، وكان من إخراج بيتر بوغدانوفيتش. وقد تأثر الفيلم بمقتل دوروثي ستارتين، أحد نجمات الفيلم وتمتع بإصدارات محدودة.
استمر زواج دوتي وهيبورن ثلاثة عشر عامًا وتم انتهاء في عام 1982.
شاركت هيبورن في البطولة مع روبرت واجنر في فيلم صُنع للتلفزيون بعنوان "الحب بين اللصوص" (1987).
وكانت دولة إثيوبيا هي أول زيارة ميدانية تابعة لليونيسيف تقوم بها هيبورن في عام 1988.
وهناك زارت دار للأيتام يضم 500 طفل يتضورون جوعًا وزوّدتهم بالأغذية التابعة لليونيسيف وقالت عن الرحلة: "انفطر قلبي، وأشعر باليأس. ولا يمكنني تقبُل فكرة أن هناك قرابة المليوني شخص على وشك الموت جوعًا ومن بينهم العديد من الأطفال، ليس بسبب عدم وجود أطنان من الطعام بالساحل الشمالي بشوا، ولكن لا يمكن توزيعها. وفي الربيع الماضي، تم طلب عدد من موظفي الصليب الأحمر واليونيسيف للذهاب إلى الإقليم الشمالي بسبب وقوع حروب أهلية في وقت متزامن.... ذهبت إلى بلاد الثوار ورأيت العديد من الأمهات يسرن برفقة أولادهن قرابة الثلاثة أسابيع بحثا عن الغذاء، ويُقِمن في مخيمات على الأراضي الصحراوية حيث يمكنهم الموت. يا له من أمر رهيب. أنا لا أحبذ مصطلح " العالم الثالث " لأنني أؤمن بأننا جميعا ننتمي لعالم واحد. وأريد أن يعرف العالم أن هناك جزء كبير من الإنسانية يعاني".
وفي أغسطس عام 1988، ذهبت هيبورن إلى تركيا في حملة تطعيم. وأثنت هيبورن على تركيا واصفة إياها ب "المثال الأجمل" المبرز لقدرات اليونيسيف. وقالت عن الرحلة "دعمنا الجيش بمنحنا العربات، وتنازل بائعو السمك عن عرباتهم لصالح الأمصال وبمجرد تحديد مواعيد الجرعات، لم يستغرق الأمر عشرة أيام لتطعيم البلد بأكملها. وهو أمر جيد".
وفي أكتوبر، ذهبت هيبورن إلى أمريكا الجنوبية، وقامت بنقل تجاربها في فنزويلا والإكوادور للكونغرس الأمريكي قائلة " رأيت مجتمعات جبلية صغيرة، وأحياء فقيرة،
ومدن من الصفيح تحصل على شبكات المياه لأول مرة بمعجزة، في الواقع المعجزة هي اليونيسيف. كما رأيت أولادًا يدشنون مدارسهم بالطوب والأسمنت الذي منحه اليونيسيف إياهم".
قامت هيبورن بجولة في أمريكا الوسطى في فبراير 1989، والتقت بقادة في هندوراس والسلفادور وغواتيمالا.
وفي إبريل، زارت السودان برفقة وولدرز كجزء من مهمة تسمى "عملية شريان الحياة ".
وبسبب الحرب الأهلية، انقطعت المعونات الغذائية من الوكالة، وكانت مهمة نقل الغذاء إلى جنوب السودان.
وصرحت هيبورن "رأيت حقيقة واحدة، ألا وهي ان هذه الكوارث ليست طبيعية بل من صنع الإنسان ولا يوجد لها أية حلول سوى السلام".
في أكتوبر 1989، ذهبت هيبورن و وولدرز لبنجلاديش. وقال جون إيزاك مصور الأمم المتحدة غالبًا ما كان الأطفال ينقضون على هيبورن لاحتضانها وكانت تسبقهم هي لاحتضانهم، لن يسبق لي رؤية ذلك من قبل، فعادة ما يتردد البعض تجاه الإقبال عليهم ولكنها لم تتردد قط.
فتوقى الأطفال للمسة من يديها فقط فكانت بالنسبة لهم بمثابة زمار هاملين".
في عام 1989، تم تعيين هيبورن سفيرة للنوايا الحسنة لليونيسف. عند تعيينها، أعربت عن امتنانها لتلقي المساعدة الدولية بعد تحمل الاحتلال الألماني عندما كانت طفلة، وأرادت أن تظهر امتنانها للمنظمة.
ومنذ عام 1980 وحتى وفاتها كانت هيبورن على علاقة بالممثل الهولندي روبرت وولدرز أرمل الممثلة ميرل أوبيرون.
وقد التقت هيبورن بوولدرز عن طريق صديق خلال السنوات الأخيرة من زواجها الثاني.
وفي عام 1989، أي في العام التاسع لهما سويًا، صرّحت هيبورن بأن تلك العام هو الأسعد في حياتها وقالت أنها تعتبر نفسها زوجته ولكن بصورة غير رسمية
بعد انتهاء أودري من آخر دور لعبت خلاله دورملاك ظهرت فيه من وراء حجاب في فيلم "دائما" لستيفن سبيلبرغ 1989عام
وفي أكتوبرعام 1990، ذهبت هيبورن إلى فيتنام في محاولة للتعاون مع حكومة الدعم الدولي لليونيسيف لبرامج مياه الشرب النظيفة.
واصلت هيبورن العمل في مشروعين متتابعين. فكان "حدائق العالم مع أودري هيبورن" هو سلسلة برنامج تلفزيوني وثائقي تم تصويره في سبع دول خلال الربيع والصيف بعام 1990.
سبقها عرض خاص مدته ساعة واحدة في مارس 1991 ، وكانت مدته ساعة واحدة وتم عرضه بعد وفاتها في الحادي والعشرين من يناير لعام 1993. وقد مُنحت هيبورن بعد وفاتها جائزة إيمي للإنجاز الفردي المتميز في البرمجة الإعلامية.
وفي سبتمبر عام 1992، وقبل أربعة أشهر من وفاتها، زارت هيبورن دولة الصومال، ونعتتها بالمروّعة.
حيث قالت "لقد كان كابوسًا؛ فسبق أن رأيت المجاعات في إثيوبيا وبنجلاديش، ولكن لم يسبق لي رؤية هذا الشئ من قبل، فقد تخطى ما رأيته تخيلات أكثر المتشائمين على وجه الأرض. ولم أكن مستعدة لذلك أبدًا".
كان المشروع الآخر عبارة عن ألبوم كلمات منطوقة، حكايات مسحورة لأودري هيبورن، والذي يضم قراءات لقصص الأطفال الكلاسيكية وتم تسجيله في عام 1992.
حصل على جائزة جرامي بعد وفاتها لأفضل ألبوم للكلمات المنطوقة للأطفال.
الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش منح هيبورن وسام الحرية الرئاسي تقديراً لعملها مع اليونيسف.
وفي مساء يوم 20 يناير لعام 1993، لقت هيبورن حتفها أثناء نومها في منزلها. وبعد وفاتها، توجه غوريغوري بيك إلى الكاميرات وأغرورقت عيناه بالدموع وتلى قصيدتها المفضلة "الحب الأبدي" لروبندرونات طاغور.
أقيمت مراسم الجنازة في كنيسة قرية تولوشيناز في 24 يناير 1993.
في عام 2002، في الدورة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأطفال، كرّمت اليونيسيف إرث هيبورن للعمل الإنساني عن طريق إزالة الستار عن تمثال "روح أودري" في مقر اليونيسيف بنيويورك.
كما اعترف صندوق الأمم المتحدة لجمعية أودري هيبورن باليونيسيف بالخدمات التي قدمتها هيبورن للأطفال.